ولكن سرعان ما استعاد الحكم البريطاني سيطرته على شبه القارة الباكستانية الهندية وكان إن استشهد الحافظ الشيخ محمد ضامن خليفة الشيخ ميانجيو نور محمد الجنجانوى قدس سره، في ٢٤ محرم الحرام سنة ١٢٧٤ هـ في معركة وقعت في شاملى.
ثم إن الإنكليز عاثو في أرض الهند فسادا واستعملوا أشد أنواع العنف والتعذيب ضد كبار العلماء من ديوبند - أن دور هؤلاء العلماء في البعث الإسلامي دور مشرف حري بأن يكتب بأحرف من نور.
وقد أحس هؤلاء بعد عام ١٨٥٧ م وبعد فشل الثورة ضد الحكم البريطاني أنه ليس من السهل محاربة هذا الحكم في الحروب العلنية ولذلك قرروا فتح باب الحركات السرية - وأن تأسيس مدرسة ديوبند الكبرى حلقة من سلسلة هذه الأحداث - إن المدرسة والقائمين على أمرها بقوا حريصين على الإحتفاظ بالقيم الدينية عن طريق نشر التعليم الديني وإحياء السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام مع التركز على إنقاذ الوطن من الحكم الغاشم - وهذه هي المميزات التي يتفرد بها علماء ديوبند.
وقد برزت إلى الوجود شخصية فذة أخرى هو شيخ الهند الشيخ محمود حسن الديوبندى (المتوفى ١٣٣٩ هـ) وذلك نتيجة التربية التي قام بها قطب الإرشاد الشيخ الكنكوهى - وحجة الإسلام النانوتوى رحمهما الله تعالى - إن شيخ الهند الشيخ محمود حسن الديوبندي كان عن جدارة وريث العلوم والمعارف التي انتقلت إليه عن طريق مشائخه فقد أحيى سنة الجهاد مرة أخرى:
عمريست كهـ آوازه منصور كهن شد
من از سر نو جلوه دهم دار ورسن را (١)
١ - ترجمته: لقد طال الأمد ولم يسمع كلمة الحق كما نادى بها منصور عاليا مدويا في وجه الطغيان - وها أناذا أحيى ثانية سنة إعلاء كلمة الحق وأواجه نفس التعسف والعدوان.