للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سائغاً للشَاربين) :

قد قدمنا أنه صفة للبن - سهلاً للشرب، حتى إنه لم يغَصّ به أحد.

وقد جعل فيه غنْية عن الطعام والشراب، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - حين شربه: اللهم زدْنا منه سَكَراً، يعني الخمر، ونزل ذلك قبل

تحريمها (١) .

فهي منسوخة بالتحريم.

وقيل: إن هذا على وَجْه المنفعة التي في الخمر، ولا تعَرُّضَ فيه لتحليل ولا تحريم، فلا نسخ.

وقيل السكر المائع من هاتين الشجرتين كالخلّ والرب، والرزق الحسن: العنب والتمر والزبيب.

(سَرَابِيلَ تَقِيكم الحرَّ) :

قد قدمنا أن السرابيل القمص.

وذَكَر وقايةَ الحر ولم يذكر وقايةَ البرد، لأنه أهم عندهم لحرارة بلادهم.

والخطاب معهم.

(سبباً) :

هو الطريق الموصِّل إلى المقصود، من علم أو قدرة

أو غير ذلك.

وأصْل السبب الْحَبْل، ومنه: (فليَمْدد بسببٍ إلى السماء) .

(فأتْبَعَ سَبباً) ، فسمي الطريق سبباً، لأنه يتوصَّل

بسلوكه إلى المقصود.

وأما (أسباب السماوات) ، فمعناه أبوابها.

(سَمِيًّا) ، أي نظيرًا، وهذا مدح ليحيى عليه السلام، وسمَّاه الله قَبْلَ وجوده، وبهذه الآية احتجَّ أهل السنَّة على المعتزلة، لأنه لو كان الاسم

غير المسمَّى لكان المخاطب غير يحيى، وقد قال له: (يا يحيى خذِ الكتابَ

بِقُوَّةٍ) .

وقوله: (سبَح اسْمَ ربِّكَ الأعْلَى) لو كان الاسم غير المسمى لكان قد أمر بأن يسبّح الاسم دونه، وهذا لا يقوله محصل.

فدلّ ذلك على أن الاسمَ هو المسمَّى.

(ساوَى بين الصَّدَفَيْنِ) :

من التسوية بين الأشياء وجعلها سوية، بمعنى أتقن وأحسن، ومنه: (فسوَّاكَ فعدَلَك) .

(سَرِيَّا) :

قال مجاهد: هو بالسريانية: نهرًا.

وقال سعيد بن خبير: بالنبطية.

وحكى شَيْذلة أنه باليونانية، وعلى كل قولٍ ما كان قريباً من


(١) لا يثبت ولا يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>