والجواب معناه نصف جنّته المدخرة له، فيفتح له في قبره مِنْ ريحها ونعيمها.
والتلذذ برؤيتها.
وقد وافق الآية، ولا مضادة بينهما، وقد وصف الله الجِنَان في
الواقعة، والرحمن، وهل أتاك حديث الغاشية، وهل أتى على الإنسان، وبَيَّن ذلك سيدنا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم - أوْضَح بيان.
قال ابن عباس ترجمان القرآن:
الجنات سبع: دار الجلال، ودار السلام، وجنة عَدن، وجنة المأوى، وجنة
الْخُلد، وجنة الفِرْدوس، وجنة النعيم.
وفي بعض الروايات ثمان، وذكر دار القرار.
وقيل الجنان أربع، لأنه ذكر أوَّلاً جنتان، ثم قال بعد: (ومِنْ دُونِهما جَنَّتَان) .
ولم يذكر جنةً خامسة.
فإن قلت: قد قال تعالى: (عندها جَنَّةُ الْمَأوَى) ؟
والجواب: أنَّ جنة المأوى اسم لجميع الجِنَان، يدلّ عليه قوله تعالى: (فلهم
جَنَّاتُ الْمَأوى نزُلاً بما كانوا يعملون) .
والجنة اسم الجنس، فمرة يقال جنة، ومرة يقال جنات، فكذلك جنات
عَدن، وجنة عدن.
(وقعت الواقِعَة) :
اسم من أسماء القيامة، وقد قدمنا جملة أساميها، وهي الواقعة، الصيحة، وهي النفخة في الصور، وقيل الواقعة صخرة بيت المقدس تقَعُ يومَ القيامة، وهذا بعيد.
(وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ) .
هو المغلوب عليه بحيث لا يقدر عليه.
ونبدِّل أمثالَكم معناه نهلككم ونستبدل قوماً غيركم.
وقيل نمسخكم قردة وخنازير.
(ونُنْشِئَكم) :
معناه نبعثكم بعد هلاكِكم.
(في مَا لاَ تَعْلمون) .
أي في خِلقة لا تعلمونها على وَجْهٍ لا تصلُ عقولكم إلى فَهْمه.
ومعنى الآية أن الله قادر على بَعْثهم بعد هلاكهم، ففيها تهديد
واحتجاج على البعث.