قلت: قال لي المهذب كاتب بكتمر: إن الذهب الذي دخل في الزركش والمصاغ ثمانون قنطاراً - يعني بالمصري -.
وكان النشو كاتب آنوك وأستاداره الأمير سيف الدين ألطنفش أستادار السلطان. وقال لي النشو: إن لآنوك حاصل ذهب عين تحت يد خزنداره ستمائة ألف دينار، غير ما له تحت يدي من المتجر والأصناف. وكان إخوته الكبار يركبون وينزلون في خدمته، ويخلع عليهم ويعطيهم، ورأيته كثير الحركة، لا يستقر على الأرض، ولا يلبث ولا يسكت، ووصفوا له ابن قيران الشطرنجي الأعمى؛ فعجب منه وأحضره، فلعب قدامه؛ فأعجبه، فقال له: يا خوند، لأي شيء ما تلعب، فقال: الملوك لا يصلح لهم الشطرنج ولا النبيذ حسام الدين لاجين مات وهو يلعب بالشطرنج. وجدر فتغيرت بعض محاسنه، وتوفى سنة أربعين وسبعمائة، قبل موت أبيه بنصف سنة تقريباً، ووجد عليه. وكان كثير الميل لاقتناء الأبقار، والأغنام، والأوز، والبط، وما أشبه ذلك.
سمعته يقول: لرزق الله أخي النشو، والله أنا أحب البقر أكثر من الخيل. انتهى كلام صلاح الدين الصفدي، رحمه الله تعالى.