المذكور إلى القدس، إلى أن قدم الأشرف إلى الديار المصرية في سنة سبع وثلاثين، قدم المذكور إلى القاهرة، ودام بها، إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق في سنة اثنتين وأربعين لزمه أيتمش المذكور وداخله في الأمور من غير أن يأخذ إمرة ولا وظيفة، وزاد وأمعن، وصار يتكلم فيما لا يعنيه، فلم يكن بعد مدة إلا وغضب عليه الملك الظاهر جقمق، ونفاه إلى القدس ثم شفع فيه، وعاد إلى داره ولزمها، إلى أن توفى بالقاهرة في شهر رجب سنة ست وأربعين وثمانمائة، ولم تطل مدة مرضه.
وسببه أنه سقط من علو درج قليلة، فوعك أياماً ومات.
وكان - رحمه الله - من مساوئ الدهر حساً ومعنى، كثير الكلام فيما لا يعنيه، يخاطب الشخص بما يكره، يوبخ الرجل بما فيه من المعائب من غير أن يكون بينه وبين الرجل عداوة ولا صحبة، مع طيش وخفة وبادرة وجرأة وإفحاش في اللفظ. وكان جاركسي الجنس مسرفاً على نفسه، رحمه الله تعالى وعفا عنه.