بأمر الملك المنصور أبي بكر بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، إلى أن توهك الأمير قوصون من الملك المنصور، واتفق مع الأمير أيدغمش المذكور على خلعه؛ فوافقه وخلع المنصور بأخيه الناصر، ولولاه لم يتم لقوصون أمر.
ودام الأمر إلى أن فر الأمير ألطنبغا نائب الشام من الفخري وسار نحو القاهرة، ووصل إلى مدينة بلبيس، اتفق الأمراء مع أيدغمش على القبض على قوصون وحزبه، فوافقهم على ذلك، وقبض على قوصون وجماعته، وجهزوا إلى الإسكندرية.
وكان أيدغمش في هذه المرة هو المشار إليه، ثم جهز ولده ومعه جماعة من أكابر الأمراء المشايخ إلى الملك الناصر أحمد بن الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى الكرك؛ ليحضروه حتى يجلس على كرسي الملك، فلم يوافق الناصر على الحضور، وعاد ابن أيدغمش، فلم يكن بعد أيام يسيرة إلا وبلغ الناصر حركة الفخري، فتوجه إلى دمشق ثم سار إلى ديار مصر وحده بأناس قلائل، فلم يشعروا بالناصر إلا وهو في القلعة، وجاءت بعده الجيوش الشامية، وجلس على كرسي الملك وتم أمره، وولى أيدغمش هذا نيابة حلب؛ فخرج إليها.
فلما كان على عين جالوت جاءه كتاب السلطان بالقبض على الفخري،