مماليكي، أقطعوا مرتبهم، ثم أكل الطاري، وقعد هو وابن جماز يتحادثان، فسمع حس جماعة من جواريه يتخاصمن، فقام وأخذ عصاة، ودخل إليهن، وضرب واحدة منهن ضربتين، وسقط ميتاً لم يتنفس، فتحير الناس في أمره، فأمهلوه إلى بكرة يوم الأربعاء رابع جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، وأخذوا في غسله ودفنه في اليوم المذكور.
ودفن في خارج ميدان الحصا في تربة عمرت له هناك، فكان مدة نيابته في حلب ودمشق نحو نصف سنة.
وكان أميراً جليلاً، مهاباً، شجاعاً، مقداماً، كريماً. قيل إنه كان قل من دخل عليه للسلام ولا خلع عليه. وكان مكيناً عند أستاذه الملك الناصر محمد بن قلاوون، وكان الناصر أنعم على أولاده الثلاثة بإمرة، وهم: أمير حاج وأمير أحمد، وأمير علي.
وكان يميل إلى فعل الخير والبر، وله آثار حميدة، وهو صاحب الحمام والخوخة خارج بابي زويلة، رحمه الله تعالى.