أصله من مماليك الأمير جكم من عوض المتغلب على حلب، وتنقل بعد موت أستاذه في عدة خدم إلى أن اتصل بخدمة الملك المؤيد شيخ في حال إمرته.
ولما تسلطن المؤيد قرب إينال المذكور وجعله خاصكياً، ثم ساقياً، ثم بلغ المؤيد عنه ما أوجب ضربه ونفيه إلى البلاد الشامية، فأقام بدمشق إلى أن خرج الأمير قاني باي المحمدي نائب دمشق عن طاعة المؤيد، فلم يوافقه إينال المذكور، بل صار من حزب السلطان، وقاتل قتالاً شديداً.
فلما بلغ المؤيد ذلك، طلبه إلى القاهرة، وأنعم عليه بإمرة عشرة، ثم جعله أمير طبلخاناه وشاد الشراب خاناه، ثم صار بعد موت المؤيد أمير مائة ومقدم ألف بديار مصر، ثم صار رأس نوبة النوب. ولما سافر الأمير ططر بالسلطان الملك المظفر أحمد بن الملك المؤيد شيخ إلى البلاد الشامية استقر بإينال المذكور في نيابة حلب، عوضاً عن الأمير ألطنبغا الصغير، بحكم تسحبه عنها، فتوجه إلى حلب، وأقام بها نحو أربعين يوماً، وعزل بالأمير تغرى بردى - قريب قصروه - وعاد إلى دمشق، وصار أمير سلاح. فلم يقم إلا مدة يسيرة، وقبض