بل قال له: إن مات قصروه قبل وصولك إلى حلب أدخل إلى دمشق ولا تتوجه إلى حلب، فسار إينال إلى حلب. وباشر نيابتها من يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثمانمائة إلى يوم الأربعاء رابع عشرين ربيع الآخر من السنة، ونقل إلى نيابة دمشق بعد موت الأمير قصروه.
واستمر في نيابة دمشق إلى أن عصى على الملك الظاهر جقمق، وخرج عن طاعته، وأرسل الملك الظاهر لحربه الأمير أقبغا التمرازي، بعد ما ولاه عوضه نيابة دمشق، وأضاف إليه عدة من الأمراء والخاصكية، وتوجهوا الجميع لقتاله، والتقوا معه بالقرب من شقحب، والتحم القتال بين الفريقين، فكانت الكسرة أولاً على عسكر السلطان، ثم كروا عليه ثانياً، وقد اشتغل غالب عسكره بالنهب، وحملوا عليه، فانكسر، ولوى رأس فرسه إلى جهة دمشق، وجد في السير إلى أن وصل إلى قرية حارستا من قرى دمشق، فنزل بها.
وكان السيفي جانبك دوادار الأمير برسباي حاجب حجاب دمشق في إثره، فنزل إينال عن فرسه، وأراد الراحة؛ فطوقه جانبك المذكور مع أهل البلد، وقبض عليه، وحمله إلى قلعة دمشق، فحبس بها إلى أن ورد المرسوم من الملك الظاهر جقمق بقتله، فقتل بقلعة دمشق في ليلة الاثنين ثاني عشرين شهر ذي