فأول ما جهزه من العساكر إلى البلاد الشامية لما عصى الأمير تنبك البجاسي نائب دمشق سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وكان المجهز لقتاله المتولي نيابة دمشق عوضه الأمير سودون بن عبد الرحمن الظاهري الدوادار؛ فتوجه إليه وقاتله حتى ظفر به، وحز رأسه، وأرسل بها إلى الملك الأشرف، فعلقت بالقاهرة أياماً.
ثم جهز عسكراً لغزو الفرنج في سنة سبع وعشرين نحو أربعة أغربة، ثم جهز عسكراً ثانياً لغزو قبرس في سنة ثمان وعشرين، ومقدمهم الأمير جرباش الكريمي - حسبما ذكرناه - ثم الغزوة الثالثة المتقدم ذكرها التي أخذ فيها جينوس ملك قبرس.
ثم جهز عسكراً إلى ديار بكر؛ لقتال الأمير عثمان ابن طرغي المدعو قرايلك في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة؛ فتوجه العسكر المذكور لقتال قرايلك، فقاتلوه، وملكوا مدينة الرها، وصارت بيد الملك الأشرف إلى أن توفى. ثم سافر هو بنفسه إلى آمد في سنة ست وثلاثين، وعاد في أوائل سنة سبع وثلاثين بعد أن