برقوق ومماليكه في خزانة الخاص بالقلعة، بعد أن سد بابها، وفتح من سقفها موضعاً وصارت جباً، وأنزل إليها هذه الجماعة؛ فأقاموا بها إلى ليلة الخميس ثاني صفر انكشف لهم سرداب تحت الأرض؛ فخرجوا منه إلى طبقة الأشرفية، ففتحوا بابها الذي يصل إلى الإصطبل؛ فهرب منه سراي تمر دودار منطاش، وكان مقيماً بالإصطبل نائب الغيبة، ثم أصبحوا في يوم الخميس تقاتلوا مع سراي تمر المذكور، ومع الأمير تكا نائب القلعة حتى انتصروا، وانهزم تكا وسراي تمر بعد حروب.
واستفحل أمر الظاهرية، وملكوا القلعة، ورأسهم الأمير بطا الطولوتمري، وأفرجوا عمن بها من المماليك الظاهرية. فبينما هم كذلك إذ ورد عليهم الخبر بوصول الملك الظاهر برقوق إلى مدينة غزة؛ فمهدوا له الديار المصرية قبل قدومه. فلما جلس الظاهر على تخت الملك، أرسل بالإفراج عن الأمير يلبغا