بالجوباني في نيابة دمشق وبالأمير قراد مرداش في نيابة طرابلس، ومأمور في نيابة حماة. وأمرهم بمحاربة منطاش، ثم أضاف إليهم جماعة من الأمراء المصريين، وجعل مقدم العساكر الأمير يلبغا الناصري، وندبه لمحاربة منطاش، وقال له: هو غريمك، ابرز إليه؛ فتجهز، وخرج صحبة العساكر إلى دمشق، بعد أن قام له الظاهر بكل ما يحتاج إليه.
وتقاتل مع منطاش، وقتل الجوباني في المعركة، وتولى الناصري نيابة دمشق عوضه. ثم وقع للناصري مع منطاش حروب أسفرت عن فرار منطاش إلى ابن نعير وإقامته عنده سنين، ثم قبض الظاهر على الناصري وقتله، ثم ظفر بمنطاش وغيره، ولا زال يتتبع غرماءه وأعداءه واحداً بعد واحد إلى أن أفنى خلائق بالقتل. وصفا له الوقت، وأخذ في ترقي مماليكه، وتجرد بعد ذلك عدة تجاريد إلى البلاد الشامية.
ودام على ذلك إلى سنة ست وتسعين وسبعمائة، قدم عليه السلطان أحمد بن أويس صاحب بغداد، فاراً من تيمورلنك؛ فنزل السلطان إلى أن تلقاه بمطعم الطير - خارج القاهرة - وأكرمه غاية الإكرام - كما ذكرناه في ترجمة السلطان أحمد مفصلا -