ثم قدم كتاب تيمورلنك على السلطان الملك الظاهر برقوق في أثناء السنة المذكورة.
ونص كتاب تيمورلنك: قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، واعلموا أنا جند الله مخلوقون من سخطه مسلطون على من حل عليه غضبه، لا ترق لشاكٍ، ولا نرحم عبرة باك، قد نزع الله الرحمة من قلوبنا، فالويل ثم الويل لمن لم يكن من حزبنا ومن جهتنا قد خربنا البلاد، وأيتمنا الأولاد، وأظهرنا في الأرض الفساد، وذلت لنا أعزتها، وملكنا بالشوكة أزمتها، فإن خيل ذلك على السامع وأشكل، وقال: إن فيه عليه مشكلاً، فقل له: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذله؛ وذلك لكثرة عددنا وشدة بأسنا فخيولنا سوابق، ورماحنا خوارق، وأسنتنا بوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وجيوشنا كعدد الرمال، ونحن أبطال وأقيال، وملكنا لا يرام وجارنا لا يضام وعزنا أبداً سؤدده منقام، فمن سالمنا سلم، ومن حاربنا ندم، ومن تكلم فينا ما لا يعلم جهل، فأنتم إن أطعتم أمرنا، وقبلتم شرطنا، فلكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإن خالفتم وعلى نعيكم عاديتم، فلا تلوموا إلا أنفسكم، فالحصون منا مع تشييدها لا تمنع، والمدائن بشدتها لقتالنا لا ترد ولا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يستجاب فينا ولا يسمع، وكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام، وضيعتم جميع الأنام، وأخذتم أموال الأيتام وقبلتم الرشوة من الحكام، وأعددتم لكم النار وبئس المصير: