وكان الظاهر برقوق - رحمه الله - سلطاناً شجاعاً، حازماً، شهماً، صارماً، فطناً متجملاً، ذا خبرة وسياسة، ومهابة، ومعرفة، وتدبير، ومكر.
وكان يحب الاستكثار من المماليك، ويقدم الجراكسة على غيرهم.
وكان يكره في جمع المال، وعنده طمع مع تستر في ذلك.
وكان يتروى في الشيء المدة الطويلة ويستشير الأمراء وغيرهم فيما يفعله من الولاية والعزل وغير ذلك.
وكان يتصدى للأحكام بنفسه، وينزل يومي السبت والثلاثاء الإصطبل السلطاني للحكم بين الناس، ولم تكن عنده الدعوى لمن سبق، ولو كان عنده، بل يقول له: حتى تسمع كلام خصمك ما يقول فيك هو أيضاً؛ فلهذا كانت حقوق الناس غير ضائعة. وكان يكره التمام، والمتكلم فيما لا يعنيه.
وكان لا يتجرأ صاحب وظيفة على أن يتكلم في وظيفة غيرها - كائناً من كان، كبيراً كان أو صغيراً - بل كل واحد يتحدث فيما يتعلق بوظيفته.