ولم تطل أيام بطا في السعادة، ليعرف حاله، ولكن حدثني جماعة من المماليك والدي قالوا: لما انتصر الظاهر برقوق على منطاش، أرسل والدي إلى الديار المصرية مبشراً بنصرته على منطاش.
قال والدي - رحمه الله -: فتلمحت من بطا الوثوب على أستاذنا الملك الظاهر برقوق من كلامه؛ فردعته بالكلام الخشن حتى تحقق أنه لم يكن من هذا القبيل، فمن جملة كلامه لوالدي: يا أخي تغردي بردى، هل اجتمع على أستاذنا من الرجال المسمية أحد؟ فقال له والدي: معه جماعة إذا قهقروا خيولهم هدموا باب السلسلة بأكفالها، لا تكن صبي، لا أنت هذا القبيل، ولا أنا. انتهى.
وبطا - بضم الباء الموحدة ثانية الحروف، وبعدها طاء مهملة وألف - ومعناه: الجمل الصغير، تصغيره: بطجق.