ثم كتب بطا إلى الملك الظاهر برقوق يخبره بما اتفق، وكتب إلى ولاة الأعمال بإحضار المنطاشية، والإفراج عن الظاهرية.
وشرع بطا في قبض من استوحش منه، وتخلية سبيل من كان من جهة أستاذه الظاهر برقوق.
ثم قدم كتاب الملك الظاهر برقوق بنصرته على منطاش؛ فصار بطا يأخذ في هذا الخبر ويعطي، ويخشى أن يكون هذا مكيدة من منطاش؛ لما في قلوب الناس من الشك في نصرة الظاهر برقوق على منطاش إلى أن ترادفت الأخبار بذلك، ونزل الملك الظاهر في يوم الثلاثاء رابع عشر شهر صفر سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بالريدانية - خارج القاهرة -؛ فخرج الأمير بطامع من خرج من الأمراء والمماليك؛ لتلقي السلطان حتى وصل إليه، وقبل الأرض بين يديه، فشكر له السلطان ما فعله، وطلع إلى القلعة، وخلع على أرباب الوظائف، فاستقر الأمير بطا الطولوتمري هذا أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، ودواداراً كبيراً؛ فباشر الدوادارية إلى شهر ذي القعدة من سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، نقل إلى نيابة دمشق عوضاً عن الأمير يلبغا الناصري، بعد القبض عليه وقتله - على ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى -؛ فتوجه بطا إلى دمشق، وحكمها نحو الشهرين.
ومات في المحرم من سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وتولى نيابة دمشق من بعده سودون طرنطاي.