وكان عارفاً خبيراً بالأحكام، دربا، خيراً، يرعى أصحابه ويقضي حوائجهم.
ثم ولى الحجوبية بدمشق إلى أن توجه من دمشق صحبة الملك الناصر محمد بن قلاوون لما عاد من الكرك إلى الديار المصرية، وولاه الناصر محمد الوزارة، ثم قبض عليه لما قبض على أيدغدي شقير. وبقي في الاعتقال نحو سنة ونصف، ثم أخرجه السلطان إلى نيابة صفد، وأنعم عليه بمائة ألف درهم؛ لأنه كان قد أخذ منه مالاً كثيراً إلى الغاية؛ فباشر نيابة صفد عشرة أشهر، ثم طلب إلى الديار المصرية، وصار من جملة الأمراء الذين يجلسون في مجلس السلطان، وإذا تكلم السلطان في المشورة لا يرد عليه أحد غيره؛ لما عنده من المعرفة والخبرة.
وكان قد تزوج بابنة الأمير آقوش نائب الكرك، وعمر له داراً ظاهر باب النصر - خارج القاهرة - وعمر بجانبها مدرسة.
وكان مشكور السيرة، وعنده تعصب لمن يلوذ به، لا يبخل على أحد بجاهه ممن يقصده. وكانت رسالته مقبولة عند أرباب الدولة.