وسرق له من خزانته مال كبير، قال إنه نحو من مائتي ألف درهم، وكان في الحقيقة أكثر من سبعمائة ألف درهم؛ فما جسر يظهر الكل؛ خوفاً من الملك الناصر محمد بن قلاوون. وكان قدو دار والي القاهرة؛ فرسم السلطان له أن يتبع ذلك، فيقال إن القاضي فخر الدين، وبكتمر الساقي، والجمالي الوزير تعاملوا في الباطن عليه، وحمل إليهم بعض العملة، فشرعوا يحتجون عن المتهمين. وإذا قال السلطان للوالي: إيش عملت في عملة الأمير بكتمر، يقول فخر الدين: يا خوند، لعن الله ساعة هذه العملة، كل يوم تموت الناس تحت المقارع، وإلى متى يقتل المتهم الذي لا ذنب له؟ ثم في آخر الحال وقف بكتمر الحاجب للسلطان في دار العدل وشكا وتضور، فأحضر السلطان الوالي وسبه؛ فقال: يا خوند، اللصوص الذين أمسكتهم أقروا بأن خزنداره سيف الدين بخشى اتفق معهم على أخذ المال وجماعة من ألزامه؛ فقال السلطان للجمالي الوزير: أحضر هؤلاء المذكورين وعاقبهم؛ فأحضرهم وعصر بخشى الخزندار، وكان عزيزاً عند بكتمر قد أزوجه ابنته، وهو واثق بعقله ودينه وأمانته؛ فقال يا خوند: أنا والله الذي تحت يدي لأستاذي ما يعرفه ولا يدري كم هو، فما يحتاج أن أخلي غيري يأخذ معي.