قال ابن أيبك: كان يقال إن السلطان وبكتمر لا يفترقان، إما أن يكون بكتمر عند السلطان، وإما أن يكون السلطان عند بكتمر، ولا يأكل إلا في بيت بكتمر مما تطبخه له أم أحمد بن بكتمر في قدور فضة، وينام عندهم ويقوم، حتى كان الناس يظنون أن أحمد بن السلطان مما يحبه ويبوسه ويحمله.
وكان بكتمر قد عظم ذكره عند الناس وتسامعوا به، فإذا أهدى الناس إلى السلطان شيئاً كان مثله لبكتمر، والذي يجيء إلى السلطان يكون أيضاً غالبه لبكتمر؛ فعظمت أمواله.
وكان في إصطبله مائة سطل نحاساً لمائة سائس ستة أرؤس، غير ماله في الجشارات، ومع ذلك لم يكن له حماية ولا رعاية، ولا لغلمانه ذكر.
وكان باب إصطبله يغلق من المغرب، وما لأحد به حس.
وعمر تلك العمارة التي على بركة الفيل، وكان قد استخدم فيها نور الدين