الفيومي، وكان صاحبي؛ فقلت له: كم نفقة العمارة كل يوم؟ قال: تبلغ ألف وخمسمائة درهم مع جاه العمل؛ لأن العجل من عند السلطان، والحجارين والفعلة من المحابيس؛ فقلت له: فكم يكون مقدار ذلك لو لم يكن جاء العمل؟ فقال لي: على القليل كل يوم ثلاثة آلاف درهم. وأقاموا يعمرون فيها مدة عشرة أشهر، وخرجت أنا من القاهرة وهم يعملون في الحوش، ولم يكونوا وصلوا إلى الرخام، ولا اللازورد، ولا الذهب، ولا عرق اللؤلؤ. انتهى.
قلت: وهذه الدار بالقرب من الكبش، تعرف بقصر بكتمر، ملكناها في حدود سنين العشرين وثمانمائة، وابتاعها منا غصباً الأمير تمرباي رأس نوبة النوب في سنة ست وأربعين وثمانمائة، بنحو ألف دينار، بحكم القيراط من مصروفها، انتهى.
قال الصفدي: ولما توفى بكتمر بطريق الحجاز عائداً سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، خلف من الأموال والجواهر والأصناف والأمتعة والقماش ما يزيد عن الحد.
قال لي المهذب كاتبه: أخذ السلطان من خيله أربعين فرساً، قال: هذه لي وهبته إياها. وأبيع الباقي على ما انتهبه الخاصكية، وأخذوه بالثمن