ولما توجه السلطان إلى الحجاز توجه معه سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، وظهر بتجمل زائد، وحشمة وافرة.
كنت بسرياقوس لما خرجوا، ورأيت ما هالني، وخرج ساقه للناس كلهم، فكان ثقله وبركه نظير ما للسلطان، ولكن يزيد على ذلك بالزركش وآلة الذهب. وتنكر له السلطان في الطريق، واستوحش كل منهما من الآخر. فاتفق أنهم في العود مرض ولده أحمد، ومات قبل والده بثلاثة أيام، ثم إن بكتمر مات بعد ذلك.
وكان السلطان قد عمل أحمد في تابوت وحمله معه. فلما مات أبوه بكتمر دفن الاثنين في الطريق عند نخل، وحث السير بعد ذلك.
وكان السلطان في تلك السفرة لا يبيت إلى في برج خشب وبكتمر عنده، وقوصون على الباب، والأمراء المشايخ كلهم حول البرج ينامون بسيوفهم.
فلما مات بكتمر، ترك المبيت بالبرج؛ فعلم الناس أن ذلك كان خوفاً من بكتمر.