ووجد في خزانة بكتمر في طريق الحجاز خمسمائة خلعة، منها ما هو أطلس بطرز زركش، وحوائص ذهب، وكلوتات وما دون ذلك من خلع المتعممين ومن دونهم من الأمراء الأجناد.
ووجدوا - على ما قيل - فيها قيوداً وزناجير، والله أعلم بحقيقة ذلك في الباطن.
ويقال إنه لما مرض، دخل إليه السلطان يوماً، فقال له بكتمر: بيني وبينك الله تعالى؛ فقال له السلطان: كل من عمل شيئاً يلتقيه.
ولما مات صرخت زوجته أم أحمد، وبكت إلى أن سمعها الناس تتكلم بكلام قبيح في حق السلطان، من جملته: أنت تقتل مملوكك، إيش كان ولدي فقال: بس تفشري، هاتي مفاتيح صناديقه، فأنا كل شيء أعطيته من الجوهر أعرفه واحداً واحداً؛ فرمت إليه المفاتيح؛ فأخذها.
ولما حضر السلطان إلى القلعة أظهر الندم عليه والأسف، وأعطى أخاه إمرة مائة وتقدمة ألف، وقال: ما بقي يجينا مملوك مثل بكتمر.
ثم إنه أمر بحمل رمته ورمة ولده أحمد من طريق الحجاز، وأحضرهما إلى تربيتهما بالقرافة.