للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان للزمان به جمال، ولبيت السلطان به رونق عظيم.

جاء أحمد بن مهنا بعد موته إلى القاهرة؛ فقال: بيت السلطان الآن يعوز شيئاً، وذلك الشيء هو كان بكتمر الساقي.

ويقلا إنه لما مرض في طريق الحجاز كان في محفة سائراً، والسلطان خلفه بقدر رمية نشاب يسير، فإذا أوقفوه وقف، وإذا مشوا به مشى. وتجهز إليه بغا الدوادار يكشف خبره. فلما جاء إليه وقال: يا خوند مات ساقٍ في مماليكه الخاصكية، وقال للأمير سيف الدين الحاج بهادر المعزي: يا أمير، قف غسله، وادفنه هو وولده في هذا المكان. وخلاه، وحث السير؛ فنزل الأمير سيف الدين قوصون عن هجينه بعد ما عرج عن الطريق يظهر أنه يريق الماء، واستند إلى الهجين، وجعل يبكي والمنديل على عينيه، فقال له المملوك الذي معه: يا خوند إيش تبكي، أما كان عدوك فقال والك، أنا ما أبكي إلا على نفسي، هكذا يفعل بكتمر ومن فينا مثل بكتمر؟ ومن بقي بعد بكتمر؟ ما بقي إلا أنا

<<  <  ج: ص:  >  >>