الأمير شيخ المذكور والأتابك يشبك الشعباني وقرا يوسف وغيرهم من الأمراء إلى الديار المصرية - وهي وقعة السعيدية -؛ فطرقه أيضاً الأمير يشبك بصفد، وحصل بينهما قتال شديد، ثم عاد يشبك عن صفد بغير طائل.
ولما حصل للأمراء ما حصل، وتشتت شملهم بعد وقعة السعيدية، نقل بكتمر هذا إلى نيابة طرابلس - عوضاً عن الأمير شيخ السليماني - وولى عوضه صفد الأمير بكتمر الركني - المقدم ذكره -؛ فدخلها، وباشر نيابتها إلى شهر جمادى الآخرة من سنة ثمان وثمانمائة قصده الأمير شيخ المحمودي والأمير نوروز الحافظي، وهو نازل على حمص؛ ففر بكتمر منهما؛ فتوجها إلى طرابلس، واستوليا عليها.
فلما كان الصلح بين الناصر فرج وبين أمرائه، استقر الأمير شيخ في نيابة دمشق، وأنعم بطرابلس على الأمير جكم مضافاً إلى حلب. وكتب إلى الأمير نوروز بالتوجه إلى القدس بطالاً، ورسم للأمير بكتمر شلق هذا بأن يكون أتابك دمشق؛ فدام في أتابكية دمشق إلى أن فر الأمير نوروز، نقل إلى نيابة صفد ثانياً بأمر الأمير جكم من عوض نائب حلب، بعد أن تسلطن جكم بحلب، وسمى نفسه بالملك العادل، وذلك في رابع شوال سنة تسع وثمانمائة، فلم يقم فيها إلا مدة يسيرة، وقدم عليه الأمير شيخ المحمودي فاراً من الأمير نوروز، وأخذ مدينة صفد منه؛ فتوجه بكتمر المذكور إلى القاهرة،