اختياره، فأمر بيبغا أرس المذكور لما ظفر به بتسميره على جمل، فسمر، وطيف به ساعة من النهار، ثم أطلق.
وفي هذا المعنى يقول الأديب ابن حبيب:
أهل الطلا توبوا وكل منكم ... يعود عن ساق الطلا مشمرا
فمن يبت راووقه معلقا ... أصبح ما بين الورى مسمرا
وفي المعنى يقول القاضي شرف الدين حسين بن ريان:
تب عن الخمر في حلب ... والزم العقل والأدب
حدها عند بيبغا ... بالمسامير والخشب
ودام الأمير بيبغا المذكور في نيابة حلب إلى أن خرج عن الطاعة في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، ووافقه الأمراء، وحلفوا له على ذلك. ثم وافقه نواب البلاد الشامية بطرابلس وحماة وصفد، وانضم إليه الأمير قراجا بن دلغادر، وبرز إلى ظاهر حلب في ثالث عشر شهر رجب من السنة متوجهاً إلى الديار المصرية. فلما وصل إلى قبلي دمشق، وأقام بها نحو شهر إلى أن ورد عليه الخبر بأن الملك الصالح خرج من الديار المصرية بعساكره لقتاله، استشار بيبغا أصحابه، فأشاروا