عليه بعدم اللقاء، ثم عادوا هاربين، ونزلوا على ظاهر حلب في سلخ شعبان، وأرادوا الدخول إلى حلب، فمنعهم أهلها، وقاتلوهم قتالاً شديداً.
ولما قرب العسكر المصري ولوا هاربين إلى جهة الشمال، فتبعهم جماعة من العسكر، ونهبوا مالهم، وقبضوا على بعضهم.
وأقام الملك الصالح بدمشق، وجهز نائبها في طلب بيبغا أرس المذكور، فسار المذكور في طلبهم إلى أن ظفر بنائب صفد، ثم بنائب طرابلس الأمير بكلمش ثم بنائب حماة الأمير أحمد، وجيء بهم، ثم أمسك الأمير بيبغا أرس المذكور، وجيء به إلى حلب، فحبس بقلعتها إلى أن قتل صبراً بالقلعة المذكورة في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.
وفيه يقول بعض الأدباء:
لما اعتدى بيبغا العادي ومن معه ... على الورى فارقوا كرها مواطنهم
خوف الهلاك سروا ليلاً على عجل ... فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم
وفي المعنى لابن خضر السنجاري:
بغى بيبغا بغي المماليك عنوة ... وما كان في الأمر المراد موفقا