للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتأمر تغرى بردى المذكور، وترقى إلى أن صار نائب حماة في الدولة الناصرية فرج، واشتهر بالشجاعة والإقدام، وتنقل في عدة ولايات، ونالته السعادة إلى أن عزل عن نيابة حماة وعصى على الملك الناصر فرج، وانضم إلى الأمير شيخ المحمودى، ودام معه إلى أن تسلطن الأمير شيخ زاد في تعظيمه وأنعم عليه بإقطاعات هائلة، وأرسل خلفه في خلوة فاسر إليه بأنه يريد مسك الأمير طوغان الحسنى الدوادار، وأنعم عليه بالدوادارية عوضه، وأمره بكتم ذلك إلى وقته، فنزل تغرى بردى المذكور من وقته إلى الأمير طوغان وأعلمه بجميع ما وقع، فعصى طوغان المذكور من يومه، وركب على السلطان من الغد، ولم ينتج أمره، وقبض عليه وحبس بثغر الإسكندرية حسبما سنذكره في محله إن شاء الله تعالى، والعجب أن الأمير تغرى بردى هذا أخبر طوغان بالواقعة واتفق معه على العصيان، فلما ركب طوغان تخلف عنه وقعد في داره إلى أن ظفر المؤيد بطوغان المذكور أرسل خلف تغرى بردى هذا وعاتبه عتاباً هيناً، وولاه نيابة غزة، ولم يسعه إلا مداراته لأجل عمه دمرداش وأخيه قرقماس، وكان دمرداش إذ ذاك بحلب، والأمير قرقماس قد ولاه الملك المؤيد نيابة الشام عوضاً عن نوروز، وندبه إلى قتاله وهو مقيم بالقرب من صف، وهو لا يطيق دخول دمشق من الأمير نوروز، وكان هذا شأنهم لا يجتمعون عند سلطان حتى لا يقبض عليهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>