فأخذ سيدي الصغير هذا في عمل مصالح السفر، فقبل خروجه من القاهرة حضر أخوه الأمير قرقماس المدعو سيد الكبير وعرف الملك المؤيد أنه يضعف عن ملاقاة الأمير نوروز، وطلب من الملك المؤيد أن يردفه بالعساكر لقتال نوروز، فبينما هم كذلك إذ ورد الخبر على الملك المؤيد بأن عمهم الأمير دمرداش قد وصل إلى الطينة من البحر، فاستحث الأمير قرقماس أخاه سيدي الصغير هذا على الخروج من القاهرة قبل أن يصل عمه الأمير دمرداش إلى القاهرة، وأخلع عليه الملك المؤيد وأكرمه وأنزله بدار أعدت له.
حكى بعض أعيان
مماليك الأمير دمرداش قال: لما خرج دمرداش من المركب إلى الطينة سأل عن ابن أخيه الأمير قرقماس فقيل له قدم إلى القاهرة في أمسه، وكان في ظنه أنه بنواحي صفد، ثم سأل عن ابن أخيه تغرى بردى صاحب الترجمة، فقيل له أنه أيضاً بالقاهرة لكنه خرج متوجهاً إلى مدينة غزة، فهز دمرداش رأسه، ثم وبخ دراداره الأمير آقبلاط، فأجاب دواداره بأن قال: الملك المؤيد مشغول بما هو أهم من ذلك، وهو الأمير نوروز، ثم حسن له دخول القاهرة حتى دخلها، فلما وصلها انتهز الملك المؤيد الفرصة وأراد القبض عليهم، فاستشار أخصاءه في أمرهم، فقالوا: وكيف نقبض على هؤلاء