للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجلسا عند السلطان الملك المؤيد، ومد السماط، وانقضى، ثم قبض عليهما قبل أن يرد خبر الأمراء المتوجهين لقبض الأمير تغرى بردى سيدي الصغير هذا، وقيدهما وحبسهما بالبرج من القلعة، وفي تلك الليلة ورد عليه الخبر الجميع بقلعة الجبل، كل ذلك في شهر رمضان سنة ستة عشر وثمانمائة، ثم أرسل بالأمير دمرداش المحمدى وبابن أخيه قرقماس سيدي الكبير إلى سجن الأسكندرية، وبقى تغرى بردى سيدي الصغير المذكور بالبرج من قلعة الجبل إلى أن قتله في أول شهر من السنة وعلقت رأسه على الميدان أياماً، وسنه دون الثلاثين سنة.

وكان كريما، شجاعاً إلى الغاية، مقداما، مفرطا في الشجاعة والكرم، وكان جميلاً في أول أمره، لكنه تغيرت محاسنه من كثرة الجراحات التي أصابته في وجهه، وكانت إحدى عينيه قد ذهبت في وقعة من الوقائع، وكان يدخل إلى القتال بثلاثة سيوف في وسطه، وكان أول ما ينزل للقتال يرمى بالنشاب، ثم يأخذ الرمح، ثم الطبر، ثم السيف، فلا يرجع في غالب الأوقات حتى يعوز السلاح، ويذهب ما معه من السلاح، وكذلك كان أخوه، رحمهما الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>