للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم توجه مع الرجبية إلى الحجاز في سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وأقام بمكة مدة، ومرض ولزم الفراش إلى أن توفي بمكة في السنة المذكورة، وسنه نحو الثمانين سنة.

وكان شيخاً أشقرا جسيما، للقصر أقرب، وكان عارفا بدنياه، خبيراً بجمع المال، مغرما بإنشاء العمائر، مسيكا، وله بر وصدقات على الفقراء في السر.

وخلف مالا جزيلاً، لم ينل ولده فرج منه شيئاً، لأن تغرى برمش هذا كان قد شخط عليه لسوء سيرته ونفاه إلى دمشق من عدة سنين، وأشهد على نفسه أنه ليس بولده، فلما بلغ فرج موت أبيه تغرى برمش المذكور وقدم إلى القاهرة قبل قدوم أخته من الحجاز، وطلب ميراث والده فمنع من ذلك إلى أن حضرت أخته زوجة السيفى دمرداش الأشرفي من الحجاز ببقية موجود أبيها تغرى برمش المذكور، أراد فرج الدخول إليها فمنع زوجها دمرداش من ذلك وقال: أنت رجل أجنبي، مالك دخول على زوجتي، وأبيعت تركه تغرى برمش وأخذت ابنته زوجة دمرداش ما خصها، وأخذ السلطان ما بقى، ولم ينل ولده فرج من مال أبيه غير ثمانمائة دينار، أعطاه السلطان إياها صدقة عليه لما تكلفه

<<  <  ج: ص:  >  >>