للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الملك الظاهر جقمق إذ ذاك خاصكيا ساقيا، فلما أقام جقمق بحلب اشتراني أنا ورفيقي، وعاد بنا إلى الديار المصرية، وقدمني إلى أخيه الأمير جاركس القاسمي المصارع الأمي آخور، فأقمت عند الأمير جاركس المذكور إلى أن خرج عن طاعة الناصر فرج وفد إلى البلاد الشامية، واستولى الملك الناصر على مماليك جاركس وموجوده، أخذني فيمن أخذ، وجعلني من جملة المماليك السلطانية الكتابية بالطبقة بقلعة الجبل إلى أن قتل الناصر، واستولى الملك المؤيد شيخ على الديار المصرية اشتراني فيمن اشتراه من المماليك الناصرية، وأعتقني، وجعلني جمدارا مدة طويلة، وكان الملك الظاهر إذ ذاك أمير طبلخاناه وخازندار، فوقف في بعض الأحيان إلى الملك المؤيد وادعاني وقال: هذا مملوكي وهبته لأخي، ومات أخي وليس له وارث غيري، وهو إلى الآن لم يخرج عن ملكي، فقال له الملك المؤيد: هذا يحسن قراءة القرآن ويعرف الفقه لا أعطيه لك، وأمر له بمبلغ ومملوك يسمى قمارى، فقبض الملك الظاهر جقمق الدراهم وأخذ المملوك قمارى وذهب إلى حال سبيله، واستمريت على ذلك إلى أن مات الملك المؤيد ووثب ططر على الأمر، وقيل له أن مشترى الملك المؤيد شيخ لمماليك الملك الناصر ما يصح، ووجهوا له وجها في شرائهم، فاشترى عدة، منهم تغرى برمش هذا، وأعتقه وجعله خاصكيا، واستمر خاصكيا إلى أن نفاه الملك الأشرف برسباى إلى قوص، ثم عاد بعد مدة إلى القاهرة، واستمر من جملة المماليك السلطانية مدة طويلة إلى أن أعاده خاصكيا بسفارة تغرى برمش نائب حلب.

فاستمر على ذلك إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق وأمر جماعة من المؤيدية

<<  <  ج: ص:  >  >>