للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعظم ذلك على تغرى برمش المذكور، وكان في ظنه أنه يتأمر قبل هؤلاء لأنه مملوكه قديما ومشتراه من حلب، وأن الملك الظاهر جقمق يدعى أن تغرى برمش المذكور لم يخرج من ملكه إلى يومنا هذا بطريق شرعي، فوقف إليه وسأله في الإمرة فلم يجبه، فألح عليه فأمر بنفيه، فنفى إلى قوص، وأقام بها نحو شهرين، ثم طلب إلى القاهرة، وأنعم عليه بحصة من شبين القصر، عوضاً عن يشبك الصوفي بحكم انتقاله إلى إمرة عشرة، عوضاً عن الأمير آفبغا التركماني المنتقل إلى نيابة الكرك.

واستمر تغرى برمش على ذلك إلى يوم السبت أول رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة أنعم عليه عشرة ونيابة القلعة بعد موت الأمير ممجق النوروزي نائب القلعة، فباشر نيابة القلعة بحرمة وافرة، وصار معدودا من أعيان الدولة، وقصدته الناس لقضاء حوائجهم، ثم أخذ أمره في انحطاط لسوء تدبيره، وصار يتكلم في كل وظيفة، ويداخل السلطان فيما لا يعنيه، فسهر عليه من له عنده رأس حتى اثخن جراحه عند السلطان، وهو لا يعلم إلى أن أمر السلطان ينفيه إلى القدس في يوم الخميس حادي عشر صفر إحدى وخمسين وثمانمائة، فتوجه إلى القدس ودام إلى أن توفي به في ثالث شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وسنه نيف على خمسين سنة، رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>