يحتاجه من طعام وشراب، وكان لتيمور معرفة تامة في جياد الخيل، فأعجب الدشاري منه ذلك، فاستمر به عنده إلى أن أرسل معه بخيول إلى السلطان حسين وعرفه به، فأنعم عليه وأعاده إلى الدشاري، فلم يزل عنده حتى مات الدشاري، فولاه السلطان عوضه على دشاره، ولا زال يترقى بعد ذلك من ظيفة إلى أخرى حتى عظم وصار من جملة الأمراء، وتزوج بأخت السلطان حسين، وأقام معها مدة إلى أن وقع بينهما في بعض الأيام كلام فعايرته بما كان عليه من سوء الحال فقتلها، وخرج هاراباً وأظهر العصيان على السلطان حسين، واستفحل أمره، واستولى على ما وراء النهر، وتزوج بنات ملوكها، فعند ذلك لقب بكور كان، تقدم الكلام على كور كان في أول الترجمة.
ولا زال أمره ينمو وأعماله تتسع إلى أن خافه السلطان حسين وعزم على قتاله، وبلغه ذلك فخرج هارباً من بلد إلى أخرى.
وكان إبتدأ أمره بعد سنة ستين وسبعمائة، لما قوى أمره وملك عدة حصون بعث إلى ولاة بلخشان، وكانا أخوين قد ملكا بعد موت أبيهما، يدعوهما إلى طاعته فأجاباه، وكانت المغل قد نهضت من جهة الشرق على السلطان حسين وكبيرهم