للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخان قمر الدين، فتوجه السلطان حسين إليهم وقاتلهم، فأرسل تيمور يدعوهم إليه، فأجابوه ودخلوا تحت طاعته، فقويت بهم شوكته، ثم قصده السلطان حسين في عسكر عظيم حتى وصل إلى قاغلغا، وهو موضع ضيق يسير الراكب فيه ساعة وفي وسطه باب إذا أغلق وأحمى لا يقدر عليه، وحوله جبال عالية، فملك العسرك فم هذا الدر بند من جهة سمرقند، ووقف تيمور بمن معه على الطريق الآخر، وفي ظنهم أنهم حصروه وضيقوا عليه، فتركهم ومضى في طريق مجهولة، فسار ليله في أوعار مشقة حتى أدركهم في السحر، وقد شرعوا في تحميل أثقالهم، على أن تيمور قد انهزم وهرب خوفاً منهم، فأخذ تيمور يكيدهم بان نزل هو ومن معه عن خيولهم وتركوها ترعى في تلك المروج، وناموا كأنهم من جملة العسكر، فموت بهم خيوله وهم يظنون أنهم منهم قد قصدوا الراحة، فلما تكامل مرور العسكر ركب تيمور بمن معه أقفيتهم وهم يصيحون، وأيديهم تدقهم بالسيوف دقا، فاختبط الناس، وانهزم السلطان حسين بمن معه لا يلوى أحد على أحد حتى وصل إلى بلخ، فاحتاط تيمور بما كان معه، وضم إليه من بقى من العسكر، فعظم جمعه، وكثرت أمواله، واستولى على ممالك ما وراء النهر، ورتب جنوده، وكتب إلى شيره على نائب السلطان حسين بسمرقند بتسليمها له، فمال إليه على أن تكون المملكة بينهما نصفين، فاقتسما تلك الأعمال، ثم قدم

<<  <  ج: ص:  >  >>