إذ ذاك نائب حلب بالعساكر الحلبية وتركمان الطاعة، فخرج الجميع في إثره إلى أرزنكان، ثم عادوا ولم يقفوا له على أثر.
ولما سار تيمور إلى بلاده بلغه موت فيروز شاه ملك الهند عن غير ولد، وأن أمر الناس بمدينة دلى في اختلاف، وأنه جلس على تخت الملك بدلي وزير يقال له: ملو، فخالف عليه أخو فيروز شاه سارنك خان متولي مدينة مولتان، فلما سمع تيمور هذا الخبر اغتنم الفرصة وسار من سمرقند في ذي الحجة سنة ثمانمائة إلى مولتان، وحاصر ملكها سارنك خان، وكان في عسكره ثمانمائة فيل، فأقام تيمور على مضايقته وحصاره ستة أشهر حتى ملك مدينة مولتان، ثم جد في السير منها يريد مدينة دلى وهي تخت الملك، فخرج لقتاله ملكها ملو المذكور وبين يديه عساكره ومعهم الفيلة، وقد جعل على كل فيل برجافيه عدة من المقاتلة، وقد ألبست تلك الفيلة العدد والبركستوانات، وعلق عليها من الأجراس والقلائل ما يهول صوته، وشدوا في خراطيمها عدة من السيوف المرهفة وسارت العساكر من وراء الفيلة لتنفر هذه الفيلة خيول التمرية بما عليها، فكادهم تيمور بأن عمل آلافا من الشوكات الحديد المثلثلة الأطراف ونثرها في مجالات الفيلة، وجعل