على خمسمائة بعير أحمال قصب محشوة بالفتائل المغموسة بالدهن، وقدمها أمام عسكره، فلما تراءى الجمعان وزحف الفريقان للحرب، أضرم في تلك الأحمال النار، وساقها على الفيلة، فركضت تلك الأباعر من شدة حرارة النار ثم نخسها سواقها من خلف، هذا وقد أكمن تيمور كميناً من عسكره، ثم زحف بعساكره قليلا قليلاً وقت السحر، فعندما تناوش القوم للقتال لوى تيمور عنان فرسه راجعاً يوهم القوم أنه انهزم منهم ويكف عن طريق الفيلة كأن خيوله قد جفلت منهم، وقصد المواضع التي نثر فيها تلك الشوكات الحديد التي صنعها فمشت حيلته على الهنود ومشوا بالفيلة وهم يسوقونها خلفه أشد السوق حتى وقعت على تلك الشوكات الحديد فلما وطئتها نكصت على أعقابها، ثم التفت تيمور بعسكره عليها بتكل الجمال، وقد عظم لهيبها على ظهورها من النيران، وتطاير شررها في تلك الآفاق، وشنع زعيقها من شدة النخس في أدبارها، فلما رأت الفيلة ذلك اضطربت وكرت راجعة على عساكر الهنود، فأحست بخشونة الشوكات فبركت وصارت في الطريق كالجبال مطروحة على الأرض لا تستطيع الحركة، وصارت أنهار من دمائها، فخرج عند الكمين من عسكر تيمور من جنبي عسكر الهنود، ثم حطم تيمور بمن معه، فتراجعت الهنود وتراموا، ثم إنهم تضايقوا وتقاتلوا بالرماح ثم بالسيوف والأطبار، وصبر كل من الفريقين زمانا طويلا إلى أن كانت الكسرة