للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجال قطع رأس امرأة من النساء وأزال شعرها وأحضرها، وقيل أن بعضهم كان يقف في الطرقات ويصطاد من مر به ويقطع رأسه، وبالجملة فكانت هذه المحنة من أعظم البلايا في الإسلام.

ثم جمع تيمور أموال بغداد وأمتعتها، وسار إلى قرا باغ بعد ما جعلها خراباً بلقعا، ثم كتب من قراباغ إلى أبي يزيد بن عثمان أن يخرج أحمد بن أويس وقرا يوسف من ممالك الروم، وإلا قصده وأنزل به ما أنزل بغيره، فرد أبو يزيد جوابه بلفظ خشن إلى الغاية، فسار تيمور لعنه الله يريد قتاله، وبعث بين يديه حفيده محمد سلطان بن جهان كير بن تيمور إلى قلعة كماخ، فأخذها في شوال سنة أربع وثمانمائة.

ولما بلغ ابن عثمان مجيء تيمور إليه جمع عساكره من المسلمين، وجمع من علوج النصارى خلقاً وطوائف الططر، فأتوه بمواشيهم، فلما تكاملوا سار لحرب تيمور، فأرسل تيمور قبل وصوله إلى الططر يخدعهم ويقول نحن جنس واحد، وهؤلاء تركمان نرفعهم من بيننا، ويكون لكم الروم عوضه، فانخدعوا له وواعدوه أنهم عند اللقاء يكونون معه، وسار ابن عثمان في شهر رمضان وفي ظنه أنه يلقى تيمور خارج سيواس، ويرده عن عبور أرض الروم، فسلك تيمور لعنه الله غير الطريق، ومشى في أرض غير مسلوكة، ودخل بلاد ابن عثمان ونزل بأرض مخصبة ذات ماء كثير وسعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>