للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يشعر ابن عثمان إلا وقد نهبت بلاده، وقد قامت قيامته وكرراجعاً، وقد بلغ منه ومن عساكره التعب مبلغا أوهن قوائمهم، ونزل على غير ماء، وكادت عساكره تموت عطشاً، فلما تدانوا للحرب، كان أول بلاء نزل بأبي يزيد بن عثمان مخامرة الططر بأسرهم عليه، فضعف بذلك عسكره، لأنهم كانوا معظم عسكره، ثم تلاهم ولده سليمان بن أبي يزيد، ورجع عن أبيه بباثي عسكره، وقصد مدينة برصادار ملكهم، فلم يبق مع أبي يزيد إلا نحو الخمسة آلاف، فثبت بهم حتى أحاطت به عساكر تيمور، فصدق وصدق من معه في ضربهم بالسيوف والأطبار حتى أفنوا من التمرية أضعافهم، هذا مع كثرة التمرية وشدة عزمهم، واستمر القتال بينهم من ضحى يوم الأربعاء إلى العصر، فكلت عساكر ابن عثمان وتكاثر التمرية عليهم، يضربونهم بالسيف إلى أن صرع منهم جماعة من أبطالهم، وأخذ أبو يزيد بن عثمان المذكور قبضا باليد على نحو ميل من مدينة أنقرة في يوم الأربعاء المذكور سابع عشرين ذي الحجة سنة أربع وثمانمائة، بعد أن قتل غالب عسكره بالعطش، فإنه كان يومئذ ثامن عشرين تموز.

ثم دخل سليمان بن أب يزيد بمن معه مدينة برصا، فحمل ما فيها من الأموال والحرير والقماش، ودخل إلى برأدرنة، وتلاحق به الناس، فصالح أهل استنبول، فبعث تيمور فرقة كبيرة من عسكره إلى برصا مع الشيخ نور الدين، ثم تبعهم، فأخذ ما وجد بها وسبى النساء والصبيان، وخلع على أمراء الططر الذين خامروا

<<  <  ج: ص:  >  >>