إلى الله داد بمدينة أشبارة، وأن يبنوا بها يسموها باش خمرة بموضع على مسافة عشرة أيام من أشبارة، فساروا في أوائل سنة سبع وثمانمائة، وكان قصده بعمارة القلعة المذكورة أن تكون له معقلا يلجأ إليه إذا توجه إلى بلاد الخطا، فوصلوا إليها وبنوا أساس القلعة، وإذا بمرسومه قد ورد عليهم بتأخير عملها ويرجعون عنها، فعلقوا البلاد بالزراعة من حدود سمرقند إلى مدينة أشبارة التي هي آخر أعماله من حدود الصين، ثم أخذوا في تحصيل الأبقار والبذار.
فما فرغوا من ذلك حتى انقضى فصل الصيف ودخل الخريف، فأخذ عند ذلك تيمور في الحركة إلى بلاد الصين والخطا، وكتب إلى عساكره أن يأخذوا الأهبة لمدة أربع سنين، فاستعدوا لذلك، وأتوه من كل جهة، فلما تكاملت عدة العساكر أمر فصنع له خمسمائة عجلة تحمل أثقاله وجرها، ثم خرج من سمرقند في شهر رجب، وقد اشتد البرد حتى نزل على سيحون وهو جامد، فعبره ومر سائراً، فأرسل الله عليه من عذابه جبالاً من الثلج التي لم يعهد بمثلها في تلك البلاد مع قوة البرد الشديد، فلم يبق أحد من عساكره حتى امتلأت آذانهم وعيونهم وخياشميهم وآذان وأعينها من الثلج إلى أن كادت أرواحهم تذهب، ثم اشتدت تلك الرياح وملأ الثلج جمعي الأرض مع سعتها فهلكت دوابهم، وجمد كثير من الناس وتساقطوا عن خيولهم هلكا، وجاء