منه أرزنكان ومدينة ماردين في سنة أربع وخمسين ووقع بين عساكر جَهَان شاه وبين جهان كَير هذا حروب في هذه المدة.
فلما ضاق الأمر عليه أرسل بوالدته إلى البلاد الشامية، تستأذن نواب البلاد الشامية - وكانوا جميعاً بالبلاد الحلبية - في قدومها إلى الديار المصرية؛ لتسترضي الخواطر الشريفة على ولدها جهان كير المذكور. وكان جهان كير أيضاً أرسل بولده قبل تاريخه يسأل الدخول في طاعة السلطان؛ فمنعوها نواب البلاد الشامية من قدومها إلى الديار المصرية، ثم عادت إلى آمد. وبعد عودها أرسل جهان كير هذا بأخيه حسن في شرذمة من عسكره إلى عمه الشيخ حسن بن قرايلك.
وكان الشيخ حسن المذكور في عسكر كثيف من عسكر جهان شاه، فطرقه حسن بغتة؛ فظفر به وقتله، وبعث برأسه إلى أخيه جهان كير، وقتل حسن أيضاً جماعة من عسكر جهان شاه الذين كانوا مع عمه الشيخ حسن.
فلما بلغ جهان شاه ذلك غضب، واشتد حنقه، وقدم إلى آمد وحصرها، وبها جهان كير هذا.