يوم الاثنين ثامن ذي القعدة سنة ست عشرة وثمانمائة، وتولى نيابة الإسكندرية عوضاً عن الأمير خليل التوريزي، المعروف بالشحاري؛ فتوجه إلى الإسكندرية، وباشر نيابتها إلى أن عزل بالأمير صُومَاي الحسنِّي في ثالث عشر رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة، وقدم القاهرة؛ فأعيد إلى الأستادارية بعد عزل ابن أبي الفرج في يوم الإثنين سادس عشر شهر رمضان؛ فسار على سيرته أولاً، وطالت يده لغياب ابن أبي الفرج؛ وزاد ظلمه وعسفه إلى ثاني عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة قبض عليه الملك المؤيد شيخ بعد ما أوسعه سباً، وهمَّ بقتله حتى شفع فيه الأمير جَقْمق الأرغون شاوي الدوادار؛ فأسلم له على أن يحمل إلى الخزانة الشريفة ثلاثمائة ألف دينار، ونزل معه آخر النهار.
وسبب قبض السلطان عليه تأخر جوامك المماليك السلطانية وعليق خيولهم.
وكان فخر الدين بن أبي الفرج قد ولي كشف الوجه البحري، وهو يواصل