حمل المال إلى السلطان حتى كان ما حمله في هذه المدة اليسيرة زيادة على مائة ألف دينار، سوى الخيول وغيرها، فطلبه السلطان، وولاه الأستادارية عوضه، وتقرر على ابن محب الدين هذا حمل مائة ألف دينار وخمسين ألف دينار بعد ما عُصِرَ في بيت الأمير جقمق الدوادار وعوقب، ونقل إلى بيت الأمير فخر الدين بن أبي الفرج، وأهينت حاشيته وأتباعه، وعوقبوا عقوبات متعددة.
وكان المشير هذا قد تزوج بزوجة - والدي رحمه الله بعد موته خوند - حاج ملك زوجة الملك الظاهر برقوق؛ فقبض على زوجته القديمة الشريفة، وعوقبت حتى أظهرت مالاً كثيراً، ولم يتعرض أحد لزوجته خوند حاج ملك المذكورة ولا لحواشيها. ثم طلبه السلطان وضربه ضرباً مبرحاً. ودام في المصادرة مدة طويلة، ثم أفرج عنه.
ولزم داره مدة إلى أن طلب وأخلع عليه باستقراره في كشف الوجه القبلي في يوم الثلاثاء سلخ شهر رجب سنة تسع عشرة وثمانمائة؛ فنوجه إلى الصعيد وظلم وأبدع إلى أن عزل وصودر ثانياً، وأهين ونكب. وبعد مدة أُنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف بطرابلس؛ فتوجه إليها وأقام بها إلى أن مات الملك المؤيد شيخ وتوجه الأتابك ططر إلى دمشق صحبة الملك المظفر أحمد بن المؤيد شيخ قُبض على الأمير بدر الدين هذا بدمشق في يوم الأحد