ذكر الأديب البارع علي بن سعيد المغربي الأندلسي في أول كتاب الغراميات له قال: طرقت البلاد لأكتب من شعر البهاء زهير الحجازي:
فكان مما لعب بخاطري ... لعب الرياح بالغصون
وتمكن منه تمكن العيون ... الدعج من الفؤاد المفتون
شعره الذي أوله:
تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى ... فلا سمع الواشي بذاك ولا درى
تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضى ... وحتى كأن العهد لن يتغيرا
ولا تذكروا الذنب الذي كان بيننا ... على أنه ما كان ذنب فيذكرا
وحملني الشغف بطريقة هذا الرجل على حفظ ما يرد من شعره على أفواه الواردين من الشرق إلى أن جمع الله بيني وبينه بالقاهرة حاضرة الديار المصرية؛ فقل في منهل عذب تمكن منه عطشان.
ثم كانت المؤانسة، فكدت أصعق لما أنشدني قوله، وما وجدت روحي معي البتة:
رويدك قد أفنيت يا بين أدمعي ... وحسبك قد أحرقت يا شوق أضلعي
إلى كم أقاسي بعد فرقةٍ ... وحتى متى يا بين أنت معي معي