التتار في سنة سبعمائة نزل أبو جلنك المذكور من قلعة حلب لقتال التتار، وكان ضخما سمينا، فوقع عن فرسه من سهم أصاب الفرس راجلا، فأسروه وأحضروه بين يدي مقدم التتار، فسأله عن عسكر المسلمين، فرفع شأنهم، فغضب مقدم التتار من ذلك وضرب عنقه في التاريخ المذكور.
وكان له النظم الرائق، وله ديوان شعر، ومن شعره:
ماذا على غصنه الميال لو عطفا ... ومال عن طرق الهجران وانحرفا
وعائدي عائد منه إلى صلة ... حسبي من الشوق ما لاقيته وكفى
صفا له القلب حتى لا يمازجه ... شيء سواه، وأما قلبه فصفا
فزارني طيفه وهنا ليؤنسني ... فاستصحب النوم من جفني وانصرفا
ورمت من خصره برءا فزدت ضنى ... وطالب البرء والمطلوب قد ضعفا
حكى الدجى شعره طولا فخاصمه ... خضاع بينهما عمري وما انتصفا