إلا بهسنا فإن صاحب سيس سأل الأمير سنقر الأشقر أن يشفع فيه عند الملك الظاهر في إبقائها عليه على سبيل الإقطاع، فوعده سنقر بذلك، وقال لنواب الملك الظاهر: أنا أجيب الملك الظاهر بالجواب فتوجهوا صحبة سنقر الأشقر إلى جهة الملك الظاهر.
فلما بلغ الملك الظاهر قدوم سنقر الأشقر خرج من دمشق في تاسع عشر شوال، ونزل على القطيفة. فلما بلغه أن سنقر الأشقر وصل إلى خان المناخ ركب الملك الظاهر وحده وسار إليه، فما أحس سنقر إلا والملك الظاهر على رأسه، فقام إليه وترجل له واعتنقا طويلاً، وسارا حتى نزلا في الدهليز ليلاً، فلما أصبحا خرجا منه معاً. فعجب العساكر كيف اجتمعا ولم يشعر بهما، ثم سأل سنقر الأشقر السلطان في إبقاء بهسنا مع صاحب سيس، فامتنع السلطان من ذلك، فقال له سنقر: يا خوند أنا قد رهنت لساني عنده، ووعدته ببلوغ قصده، وقد أحسن إلي غاية الإحسان، فأجابه الملك الظاهر.
واستمر سنقر من أعظم أمراء الملك الظاهر إلى أن توفي الملك الظاهر وتسلطن ولده الملك السعيد، ثم خلع وتسلطن أخوه سلامش، وبقي قلاوون