ذلك إلى شوال من السنة استقر رأسه نوبة النوب، عوضاً عن الأمير سودون المارديني بحكم استقرار سودون المارديني أمير مجلس، عوضاً عن تمراز الناصري المنتقل إلى إمرة سلاح، عوضاً عن بكتمر الركني بحكم استقرار بكتمر رأس نوبة الأمراء.
قلت: وهذه الوظيفة مفقودة في عصرنا هذا وقبله بمدة، واستمر سودون الحمزاوي على ذلك مدة، وأمسك وحبس بالإسكندرية ثم أفرج عنه بعد مدة يسيرة، وأعيد إليه إقطاعه.
ودام على ذلك حتى اختفى الملك الناصر فر وخلع، وتسلطن أخوه الملك المنصور عبد العزيز، واستمر مختفيا إلى أن طلب العود إلى ملكه. وتوجه إلى بيت سودون الحمزاوي هذا وركب من عنده بآلة الحرب، وبين يديه الحمزاوي هذا وغيره من الأمراء، وانتصر على أخيه المنصور، وتسلطن ثانيا. أخلع على سودون الحمزاوي هذا، واستقر به دوادار كبيراً، عوضاً عن الأمير يشبك الشعباني، بحكم انتقال يشبك إلى أتابكية العساكر بالديار المصرية، بعد القبض على بيبرس ابن أخت الملك الظاهر برقوق، كل ذلك في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانمائة.