وكان برقوق قد استقر بالأمير قرا دمرداش الأحمدي أتابك العساكر بالديار المصرية بعد أن قبض الناصري على الأتابك أيتمش بدمشق، وأنعم عليه بثلاثين ألف دينار، وأنعم على سودون هذا أيضاً بجمل مستكثرة. فقبض قرا دمرداش المبلغ المذكور وفر من يومه إلى الناصري، ومعه سودون باق هذا والأمير قرقماش الطشتمري، وصاروا الجميع من حزب الناصري، وتركوا الظاهر برقوق وذلك في يوم الأربعاء رابع جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة. فلما ملك الناصري الديار المصرية واستفحل أمره، قبض على جماعة من الأمراء منهم: الأمير سودون باق المذكور، الأمير سودون النائب والأمير سودون الطرنطاي، والأمير شيخ الصفوي، والأمير قحماس ابن عم الملك الظاهر برقوق، وعلى الأمير أبي بكر بن سنقر، وعلى الأمير أقبغا المارديني حاجب الحجاب، وعلى بجاس النوروزي، وعلى الأمير محمود بن علي بن أصفر عينه الأستادار، وعلى جماعة كبيرة من أمراء الطبلخانات والعشرات والخاصكية.
واستمر سودون باق هذا محبوساً إلى أن وقع بين الناصري ومنطاش ما سيذكر في غير هذا الموضع. وانتصر منطاش على يلبغا الناصري وقبض عليه، وضرب الدهر ضرباته، إلى أن ملك برقوق الديار المصرية ثانيا، وجلس على سرير الملك