وعاد شيخ المذكور إلى دمشق، واتفقوا الجميع على مخالفة الملك الناصر، وداموا على ذلك، حتى خرج السلطان الملك الناصر إلى البلاد الشامية لقتالهم في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، فلما قارب الناصر دمشق، خرج منها شيخ وتوجه إلى حلب إلى الأمير نوروز، وخرجا بمن معهما من حلب، وقدم السلطان حلب في إثرهم. وتوجها إلى إبلستين والسلطان في إثرهم، ثم توجهوا الجميع إلى قيصرية. فعند ذلك رجع السلطان إلى حلب ورجع الأمراء، أعني شيخ ورفقته من على تدمر، ثم من البرية، إلى أن وصلوا إلى الكرك. واجتمع عليهم جماعة أيضاً من الأمراء وغيرهم، ممن خرج عن طاعة الناصر، وتوجهوا جميعاً إلى الديار المصرية، وهم فيما دون الثلاثمائة فارس. فوصلوا القاهرة في شهر رمضان، سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، وقاتلوا نائب الغيبة بها، وأقاموا بالديار المصرية ثلاثة أيام. ثم جاءهم الخبر بمجيء الملك الناصر بعسكر كبير، ثم تحققوا أن الواصل غير الملك الناصر، وهو بكتمر جلق في نحو الألف فارس، فركب شيخ بمن معه، وقاتل بكتمر جلق ساعة.
وانكسر شيخ وتقنطر عن فرسه، وبقي ساعة ماشياً بالقرب من باب القرافة، حتى أدركه أمير آخوريته الأمير جلبان، الذي هو الآن نائب الشام،