بجنيب له فأركبه. ونجا بنفسه من البرية، في نفر قليل من الأمراء وغيرهم من الذين قدموا معه، وقاسوا في البرية شدائد حتى وصلوا الكرك، كل ذلك والملك الناصر فرج مقيم بدمشق.
وطلع شيخ ورفقته إلى قلعة الكرك وأقام بها أياماً يسيرة، ونزل من القلعة إلى الحمام ومعه سودون بقجة وجماعة قليلة. فلما صار بالحمام، ركب حاجب الكرك بجماعة كبيرة وانتهز الفرصة، وكبس على الأمير شيخ بالحمام المذكورة، فخرج شيخ، وقبل أن يلبس ثيابه، وقعت القتلة على باب الحمام. واشتد القتال بينهم، وقتل سودون بقجة على باب الحمام، وأصاب شيخ هذا سهم كاد يموت منه. ودام القتال بينهم حتى أدركه الأمير نوروز بمن معه من قلعة الكرك، وانهزم حاجب الكرك، فحمل شيخ المذكور إلى القلعة وهو في أسوأ حال. ومشى له المزين أياماً، إلى أن نزل الناصر بالكرك وحصر قلعتها، وكان بها مع شيخ ونوروز أناس قلائل، بالنسبة إلى من مع الملك الناصر من العساكر، ودام الناصر على حصارها أياماً، وقلت الأزواد على العسكرين.