ودخلوا أيضاً إلى والدي وهو ملازم للفراش، فشكوا له من الملك الناصر، وأعلموه بأنهم خرجوا عن طاعته، وقصدهم التوجه إلى شيخ ونوروز، ثم قبلوا يده، وقاموا من عنده، وخرجوا من دمشق حتى لحقوا بشيخ، وهم: الأمير بكتمر جلق، وطوغان الحسني الدوادار الكبير، وشاهين الأفرم أمير سلاح في آخرين، وخرج معهم من دمشق سيدي الكبير قرقماس، كل ذلك في أوائل المحرم سنة أربع عشرة وثمانمائة، فقدموا الجميع على شيخ ونوروز بظاهر حماة.
وكان في نيابة حماة إذ ذاك، سيدي الصغير تغرى بردى بن أخي دمرداش، فسأله أخوه سيدي الكبير قرقماس، أن يسلم حماة للأمير شيخ، فأبى وامتنع من ذلك. فتوجهوا الجميع نحو بحيرة حمص، فبلغهم خروج الملك الناصر من دمشق، في يوم الإثنين سادس المحرم، ونزل برزة، ثم رحل منها إلى جهة شيخ ورفقته. وسار حتى نزل حسيا بالقرب من حمص، فبلغ شيخ ومن معه